حياته والعوامل التي أثرت فيها
في حياة المتنبي محطات وتحولات ، اتخذها المؤرخون لتحديد مراحل حياة المتنبي
الأربعة ، والتي تبدأ بمولده وتنتهي بمقتله على يد فاتك الأسدي خال ضبة القرمطي .
عموماً حياة المتنبي غنية بالأحداث ، متزاحمة بها .
سنقدم هنا ملخص لكل مرحلة منها :
المرحلة الأولى ( مرحلة التنقل )
1 ـ أرسله أبوه إلى مدرسة للعلويين ليتلقى فيها ثقافته الأولى .
2 ـ رحل إلى بادية السماوة 312هـ لتعلم الفصحى من منابعها .
3 ـ عاد إلى الكوفة وغادرها إلى بغداد 316 هـ .
4 ـ غادر بغداد إلى بلاد الشام متجولاً ، واتصل بالتنوخيين ومدحهم ، وظهرت في ظلهم
نزعته العربية .
5 ـ تعرض للسجن في حمص بعد وشاية من أحد الأشخاص ، صور أثناء سجنه محنته واستعطف
الوالي لفك أسره ومن ذلك :
دعوتك عند انقطاع الرجا ء والموت منى كحبـل الوريد
دعوتك لما برانــي البلا ء وأوهن رجلي ثقل الحــديد
6 ـ خرج من السجن جريح الكبرياء وحيداً يشكو الفراغ والعزلة ناقماً على الزمان
وأهله ، وفيه وأهله يقول
فؤاد ما تسليه المــدا م وعمر مثل ما يهب اللئام
ودهر ناسه ناس صغار وإن كانت لهم جثث ضخام
وما أنا في العيش فيـهم ولكن معدن الذهب الرغام
فالخمر لا تنسيه ما حلَّ به ، وعمر قصير مثل ما يمنح اللئيم ، وفي البيت الأول
صورة جميلة يشبه فيها قصر العمر بما يعطي اللئام . وناس هذا الدهر جثث كبيرة تحتضن
عقولاً صغيرة قاصرة ، لا تعطي الإنسان حق قدره ، ورغم عيشه بينهم إلا أنه لا يتصف
بصفاتهم ، كما الذهب لا يضره وجوده في الطبيعة مختلطاً بالتراب . وتظهر الأبيات
عدداً من سمات شخصية المتنبي مثل : قوة شخصيته و كبرياءه و ترفعه عن اللهو وشكوى
الزمان وأهله .
7 ـ في عام 328هـ اتصل بابن عمار والي طبرية ومدحه بقصيدته الشهيرة التي يصفه فيها
مصــارعاً للأسد ، لكن الحساد أرغموه على الفرار . ووفد إلى والي الرملة .
8 ـ اتجه إلى شمال الشام واتصل بأبي العشائر الحمداني الذي قدمه إلى سيف الدولة .
المرحلة الثانية ( المتنبي في ظل سيف الدولة )
لازم المتنبي سيد حلب تسع سنوات تقريبا ً، صحبه فيها إلى جميع غزواته( من سنة
337- 345هـ ) وتتميز هذه السنوات بأنها :
1 ـ أخصب سنوات المتنبي شعراً وأثراها إنتاجاً .
2 ـ رسم فيها المتنبي بالحكمة ملاحم سيف الدولة .
3 ـ وخلد فيها مآثر الحمدانيين .
4 ـ وصور فيها أمير حلب في صورة المنقذ للأمة من أعدائها، الممثل لآمالها
وطموحاتها.
5 ـ الاستقرار والطمأنينة .
كان للمتنبي صفات أثارت نقمة حســاده من الشعراء والأدباء فتآمروا عليه عند
الأمير فمال عن المتنبي ( ابتعد عنه وأهمله ) من هذه الصفات :
1 ـ كثير الاعتداد بنفسه .
2 ـ كثير التعاظم على خصومه .
3 ـ يتقاسم مع ممدوحه ما يصفه به من شجاعة وقوة وكرم وهمة .
أحس المتنبي بفتور العلاقة بينه وبين الأمير فأنشد قصيدته المشهورة " واحرَّ
قلباه " معاتباً سيف الدولة ومعرضاً بحاسديه ، ومنها :
سيعلم الجمع ممن ضم مجلســنا بأنني خير من تسعى به قـــدم
ومنها ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي أنا الثريا وذان الشيب
والهــرم
أعيذها نظرات منك صــــادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
ومنها أزل حسد الحســـاد عني بكبتهم فأنت الذي صيرتهم لي حســدا
المرحلة الثالثة ( المتنبي في مصر )
وصل مصر تحدوه عاطفتان :
1 ـ إحداهما مشحونة بالضيق والغيظ لما نزل به في بلاط سيف الدولة و فراقه
اياه .
2 ـ والأخرى كلها أمل في تحقيق أمنية عمره , و هي الولاية ويتضح هذا فيما
يلي :
إذا كسب الناس المعالي الندى فإنك تعطى في نداك
المعاليا
غير كثير أن يزورك راجل فيرجع ملكاً للعراقيين
والياً
أقام المتنبي في بلاط كافور يمدحه، وينتظر ما وعده به، ولكن كافور لم يبر بوعده.
فخامرت أبا الطيب فكرة الرحيل.
أقمت بأرض مصر فلا ورائي تخب بي الركاب ولا أمامي
وملني الفراش وكــان جنبي يمـــل لقاءه في كل عام
قليل عائدي ســــقم فؤادي كثير حاسدي صعب مرامي
فهو يشكو الوحدة والخمول ويشكو قلة الحركة والبعد عن الحرب ، فقد مله الفراش
لطول مكثه فيه ، بعد أن كان يركب الخيل مع الجند غازيا ً ، هذا بإضافة إلى قلة
زواره وكثرة حاسديه . ثم هجاه وأهله وفر من مصر عائداً إلى الكوفة عام 351 هـ .
المرحلة الأخيرة من حياة المتنبي
1 ـ عاد إلى الكوفة 351 هـ ثم غادرها إلى بغداد .
2 ـ كتب إليه ابن العميد يستزيره ، لبى الدعوة ومدح ابن العميد ( وزير وأديب وعالم
) ولكنه سرعان ما غادر بلاط ابن العميد .
3 ـ وصل بلاط السلطان عضد الدولة ، سلطان شيراز، فحظي عنده بالتقدير والإجلال ،
ومدحه بعدد من المدائح ، ثم استأذنه المتنبي ليعود إلى موطنه .
4 ـ نصحه أحد أصدقائه بالحذر ، ,ان يرسل معه من يحميه ولكنه أبى .
5 ـ قبل أن يصل إلى بغداد كان ( فاتك الأ سدي ) قد كمن له مع رهط آخرين لينتقم منه
على هجاء المتنبي ( ضبة القرمطي ) ابن أخت فاتك ، ودار القتال بين الطرفين أدى
إلى مقتل المتنبي ، وبذلك هوى فارس الشعر العربي ، وطويت صفحة من صفحات شاعرنا
الخالد .
في حياة المتنبي محطات وتحولات ، اتخذها المؤرخون لتحديد مراحل حياة المتنبي
الأربعة ، والتي تبدأ بمولده وتنتهي بمقتله على يد فاتك الأسدي خال ضبة القرمطي .
عموماً حياة المتنبي غنية بالأحداث ، متزاحمة بها .
سنقدم هنا ملخص لكل مرحلة منها :
المرحلة الأولى ( مرحلة التنقل )
1 ـ أرسله أبوه إلى مدرسة للعلويين ليتلقى فيها ثقافته الأولى .
2 ـ رحل إلى بادية السماوة 312هـ لتعلم الفصحى من منابعها .
3 ـ عاد إلى الكوفة وغادرها إلى بغداد 316 هـ .
4 ـ غادر بغداد إلى بلاد الشام متجولاً ، واتصل بالتنوخيين ومدحهم ، وظهرت في ظلهم
نزعته العربية .
5 ـ تعرض للسجن في حمص بعد وشاية من أحد الأشخاص ، صور أثناء سجنه محنته واستعطف
الوالي لفك أسره ومن ذلك :
دعوتك عند انقطاع الرجا ء والموت منى كحبـل الوريد
دعوتك لما برانــي البلا ء وأوهن رجلي ثقل الحــديد
6 ـ خرج من السجن جريح الكبرياء وحيداً يشكو الفراغ والعزلة ناقماً على الزمان
وأهله ، وفيه وأهله يقول
فؤاد ما تسليه المــدا م وعمر مثل ما يهب اللئام
ودهر ناسه ناس صغار وإن كانت لهم جثث ضخام
وما أنا في العيش فيـهم ولكن معدن الذهب الرغام
فالخمر لا تنسيه ما حلَّ به ، وعمر قصير مثل ما يمنح اللئيم ، وفي البيت الأول
صورة جميلة يشبه فيها قصر العمر بما يعطي اللئام . وناس هذا الدهر جثث كبيرة تحتضن
عقولاً صغيرة قاصرة ، لا تعطي الإنسان حق قدره ، ورغم عيشه بينهم إلا أنه لا يتصف
بصفاتهم ، كما الذهب لا يضره وجوده في الطبيعة مختلطاً بالتراب . وتظهر الأبيات
عدداً من سمات شخصية المتنبي مثل : قوة شخصيته و كبرياءه و ترفعه عن اللهو وشكوى
الزمان وأهله .
7 ـ في عام 328هـ اتصل بابن عمار والي طبرية ومدحه بقصيدته الشهيرة التي يصفه فيها
مصــارعاً للأسد ، لكن الحساد أرغموه على الفرار . ووفد إلى والي الرملة .
8 ـ اتجه إلى شمال الشام واتصل بأبي العشائر الحمداني الذي قدمه إلى سيف الدولة .
المرحلة الثانية ( المتنبي في ظل سيف الدولة )
لازم المتنبي سيد حلب تسع سنوات تقريبا ً، صحبه فيها إلى جميع غزواته( من سنة
337- 345هـ ) وتتميز هذه السنوات بأنها :
1 ـ أخصب سنوات المتنبي شعراً وأثراها إنتاجاً .
2 ـ رسم فيها المتنبي بالحكمة ملاحم سيف الدولة .
3 ـ وخلد فيها مآثر الحمدانيين .
4 ـ وصور فيها أمير حلب في صورة المنقذ للأمة من أعدائها، الممثل لآمالها
وطموحاتها.
5 ـ الاستقرار والطمأنينة .
كان للمتنبي صفات أثارت نقمة حســاده من الشعراء والأدباء فتآمروا عليه عند
الأمير فمال عن المتنبي ( ابتعد عنه وأهمله ) من هذه الصفات :
1 ـ كثير الاعتداد بنفسه .
2 ـ كثير التعاظم على خصومه .
3 ـ يتقاسم مع ممدوحه ما يصفه به من شجاعة وقوة وكرم وهمة .
أحس المتنبي بفتور العلاقة بينه وبين الأمير فأنشد قصيدته المشهورة " واحرَّ
قلباه " معاتباً سيف الدولة ومعرضاً بحاسديه ، ومنها :
سيعلم الجمع ممن ضم مجلســنا بأنني خير من تسعى به قـــدم
ومنها ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي أنا الثريا وذان الشيب
والهــرم
أعيذها نظرات منك صــــادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
ومنها أزل حسد الحســـاد عني بكبتهم فأنت الذي صيرتهم لي حســدا
المرحلة الثالثة ( المتنبي في مصر )
وصل مصر تحدوه عاطفتان :
1 ـ إحداهما مشحونة بالضيق والغيظ لما نزل به في بلاط سيف الدولة و فراقه
اياه .
2 ـ والأخرى كلها أمل في تحقيق أمنية عمره , و هي الولاية ويتضح هذا فيما
يلي :
إذا كسب الناس المعالي الندى فإنك تعطى في نداك
المعاليا
غير كثير أن يزورك راجل فيرجع ملكاً للعراقيين
والياً
أقام المتنبي في بلاط كافور يمدحه، وينتظر ما وعده به، ولكن كافور لم يبر بوعده.
فخامرت أبا الطيب فكرة الرحيل.
أقمت بأرض مصر فلا ورائي تخب بي الركاب ولا أمامي
وملني الفراش وكــان جنبي يمـــل لقاءه في كل عام
قليل عائدي ســــقم فؤادي كثير حاسدي صعب مرامي
فهو يشكو الوحدة والخمول ويشكو قلة الحركة والبعد عن الحرب ، فقد مله الفراش
لطول مكثه فيه ، بعد أن كان يركب الخيل مع الجند غازيا ً ، هذا بإضافة إلى قلة
زواره وكثرة حاسديه . ثم هجاه وأهله وفر من مصر عائداً إلى الكوفة عام 351 هـ .
المرحلة الأخيرة من حياة المتنبي
1 ـ عاد إلى الكوفة 351 هـ ثم غادرها إلى بغداد .
2 ـ كتب إليه ابن العميد يستزيره ، لبى الدعوة ومدح ابن العميد ( وزير وأديب وعالم
) ولكنه سرعان ما غادر بلاط ابن العميد .
3 ـ وصل بلاط السلطان عضد الدولة ، سلطان شيراز، فحظي عنده بالتقدير والإجلال ،
ومدحه بعدد من المدائح ، ثم استأذنه المتنبي ليعود إلى موطنه .
4 ـ نصحه أحد أصدقائه بالحذر ، ,ان يرسل معه من يحميه ولكنه أبى .
5 ـ قبل أن يصل إلى بغداد كان ( فاتك الأ سدي ) قد كمن له مع رهط آخرين لينتقم منه
على هجاء المتنبي ( ضبة القرمطي ) ابن أخت فاتك ، ودار القتال بين الطرفين أدى
إلى مقتل المتنبي ، وبذلك هوى فارس الشعر العربي ، وطويت صفحة من صفحات شاعرنا
الخالد .
اين العوامل